الأستاذ والطالبة
الحلقة 12
عنوان الحلقة: البحار الصغير
استقبل كابتن السفينة جانيت مطلقة جوني وابنها طوني، كما استقبل الأستاذ سمير خطيب سميرة الطالبة صف ضابط في العلوم البحرية.
أمر الكابتن موظفات الاستقبال بتهيئة شقة فخمة الى جانيت وابنها طوني في واحدة من اجنحة السفينة الفخمة، لأنها زوجة أح قادة السفينة. كما أمر بتجهيز غرفة في الدرجة الأولى للأستاذ سمير كونه أستاذ جامعي له مكانة مميزة...غير ذلك هو خطيب سميرة الطالبة المحبوبة صف الضابط البحري.
جانيت قالت ماهذه الشقة الجميلة التي تفوح منها رائحة الزهور والفخامة، انها من أجمل ما شاهدت من بيوت...
أيضا سمير أنبهر من جمال الغرفة ووساعتها ومفروشاتها الفخمة وبرادها المملوء بكافة أنواع المأكولات والمشروبات غالية الثمن...
تلك الليلة بعد العشاء اعتذرت سميرة من الجميع بانها غير قادرة على السهر اطلاقا وتمنت للجميع ليلة سعيدة وقالت الصباح رباح، نراكم غداً...
في صباح اليوم التالي، احداهن ايقظت الأستاذ سمير،وهي حاملة البسة رياضية، وقالت له خطيبتك سميرة تنتظرك في التراس لرياضة المشي الصباحية قبل موعد الفطور...
لا شك المشي في الصباح الباكرعندما تكون الشوارع خالية تقريبا من الناس وقبل ضجيج الآليات، لهو متعة حقيقية، يستمتع الانسان بسماع زقزقة العصافير، وتغريد الطيور... ويتنشق الهواء قبل أن تلوثه عجقة النهار... وكذلك يستطيع التعرف على المدينة بهدوء...
طبعاً سميرة أكثر نشاطاً من سمير وخاصة مضى على وجودها في البحر مدة قاربت النصف سنة...والرياضة اليومية في قلب السفينة أو خارجها واجبها ومن برنامجها اليومي الإلزامي...وهي أصغر من استاذها عمراً بحدود عشرة سنوات تقريباً ...
ساح الحبيبان في شوارع ازمير، واستمتعا (بالمشوار) وبعد الرياضة رجعا الى السفينة حتى يستحمان ويتناولان الفطور، الحقيقة موائد الفطور المفتوح هي من اللوحات الفنية بجمالها وتنوعها...
بعد الفطور عاد العروسان الى مدينة ازمير حتى يشتري سمير بعض اللوازم من لباس وحاجيات شخصية...
في مساء ذلك اليوم كانت سهرة لطيفة في مطعم السفينة المخصص لركاب الدرجة الأولى الممتازة. السفينة حينها كانت تمخر البحرمن تركيا الى اليونان...
صباح اليوم التالي سميرة أخذت خطيبها حتى يشاهد أثينا، كانت فرحة الخطيبين ببعضها البعض لا تصدق، وهما يتنقلان في شوارع العاصمة اليونانية ويشاهدان الآثارات العظيمة التي لا تزال تنطق بروعة التاريخ وعظمة اليونانيين القدماء، زاروا الاكروبوليس و منطقة بلاكا، والمتاحف وغير ذلك...
كان العروسان يتجولان في أثينا في النهار ويسهران أجمل السهرات في سفينة الحب والجمال على انغام الموسيقى الراقية...
الخياطين في السفينة البسوا جوني بدلة بحار انيقة، واعتمروه قبعة بيضاء جميلة وزينوا له صدره...بمدالية هي شارة خاصة فقط يضعها الكابتن الأول...
قالت له امه ما اروعك بهذه الثياب صرت مثل ابيك تماما أيام الزمان الجميل...
قال الصبي وأين أبي الآن ليراني؟
ضحكت الأم وقالت ابوك سيحضر الينا اليوم أو غداً وسوف تتعرف اليه دون شك. أظن هو الآن على السفينة معنا.
سأل امه: لماذا هل خلص ابي صيد كلسمك البحر...
ضحك الجميع على كلام جوني البريء...
خاطب جوني ابنه، بما أنك أضحيت كابتناً بحرياً، يجب عليك أن تعمل معنا في قيادة السفينة، أخذه أبوه وأدخله قمرة القيادة، الجميع استقبلوا طوني الكابتن البحار الصغير استقبالاً حاراً معجبين بأناقته ولطف منظره...وقالوا بالفعل يشبه أباه...
جوني أسلم طوني دولاب لقيادة السفينة لا يعمل خارج الخدمة وقال له انتبه تماما الى البحر لا تصطدم بجبل ثلج أو ما شابه، كان يلمح الى سفينة التيتانيك العظيمة التي غرقت بسبب اصطدامها بجبل الجليد...
دخل الكابتن الى قمرة القيادة، وعندما شاهد البحار الصغير يحرك دولاب القيادة قبله وقال له اريدك بحارا ماهرا مثل ابيك...ثم سأل جوني بحسن نية هل تريد طوني ابنك أن يصبح بحاراً مثلك؟
لم يستوعب الطفل لثواني ما قاله الكابتن، لكن عندما أدرك المعنى نظر الى جوني، الذي كانت عيناه مغرقتان بالدموع...
طلب طوني من جوني أن يأخذه الى امه بالحاح...
ماما لماذا يقولون لي بان جوني هو ابي؟
قالت الأم: صحيح يا بني هذا هو ابوك كان تائهاً في البحر ووجدناه في بيروت...
غمر جوني ابنه وانهال عليه بالقبل، لكن طوني أخذ يضرب اباه بكلتا يديه ويبكي، ويقول له كم أنت شرير تركتني اتعذب ابحث عنك...من زمان بعيد...
جوني وزوجته كانا يبكيان ومن تلك اللحظة، لم يفلت طوني يد اباه، حتى كان يجبره أن ينام معهم في غرفتهم حتى يحكي له ابوه حكايات قبل النوم، وخوفاً من أن يتركه اباه ثانية ...
لا أخفاكم أصدقائي، جانيت كانت تحب جوني في اعماقها، ولا تزال تحبه وأيضاً جوني كان يحب زوجته ولكن في لحظة غضب عندما قالت له زوجته (يا أنا، يا البحر)انفصلا وبعدها عاشا تعيسين.
الآن بعدما طوني وجد اباه شعر بفرحة لم يعرفها ابداً من قبل،
وفعلاً تمنت جانيت ان تعود الى حبيبها أبو ابنها، لكن المشكلة الآن هي متزوجة من رجل محترم ذو مركز مرموق، تتعايش معه بسلام لكنها في اعماقها تحب جوني...وطوني ايضاً تعود أن يعيش مع زوج امه لكنه حزيناُ لغياب ابوه الذي سيعود يوماً بعد أن يصيد كل سمك البحر...
والآن هل تعود الى جوني من أجل ابنها الذي كان يبحث عن والده المفقود والذي وجده أخيرا ووجد القلب الحنون... وصار من الصعب بمكان أن تعود الأمور كما كانت عليه.
كيف تفعل الأم بزوجها جميس؟
لأمور تغيرت الآن، هي الآن حيرى ماذا تنصحوها أصدقائي؟
وسميرعاد جواَ الى سورية ولا زال الوضع على حاله بينه وبين سميرة...
تجمدت الأمور لوقت آخر...
الكاتب: عبده داود
الى اللقاء بالحلقة القادمة 13
أرجومن الذين يرغبون الحصول على حلقات سابقة أن يعلموني حتى ارشدهم اليها...