نبش في ذاكرة النسيان .....
*غريب هو ذلك الأنسان الذي يتلذذ يتذوق عسل الذكريات وهو يدرك تمامٱ أنه من صنع نحلة ...
أسمها .....النسيان .....*
كان النسيان قد طوى الكثير من التواريخ حين
وقفا ..متقابلين على جانبي الشارع الكبير ....
كانا قد تسمرا في مكانيهما ...تلتقي نظراتهما
وذاكرتبهما تنبش في ذاكرة النسيان ...لم يجرؤ
اي منهما على الحركة بأي أتجاه ..فالنسيان ..
عالم لا يمكن لأحد أختراقه حتى لعاشقين...
مدمنين مثلهما ..وإذا كان العشاق يعودون بالذاكرة ..إلى الوراء لالتقاط واحدة من صور
الايام التي خلت ..والتي يتوهمان أنهما سرقاها
خلسة حينذاك ..فإن ذلك منتهى الخواء والوهم
فالنسيان ...أقوى من أن يترك خلفه آثارٱ كما ...
يفعلها السراق المبتدءون ..فهو لم يمحوا تلك
اللحضات فقط بل محى حتى الحاضر والمستقبل
ولن يجرؤ أحد على النبش في بحور قمامته .....
حتى لو كانوا عشاقا يقتاتون بقايا الذكريات ....
واذا كان يسمح بلمسات بسيطة على جدران ....
ذاكرته فهو يفعل ذلك ليلهوا فقط ...ليس إلا ....
وبعد أن آفاق كل منهما ...لم يكونا يدركان كم
أستغرقا في النسيان ...لذلك مضى كل منهما ...
في اتجاه يعاكس اتجاه الآخر ...من غير أن ....
يلتفتا إلى أنهما ...ربما لن يلتقيان بعد هذا اللقاء
ثانية ...ذلك أن كلا منهما قرر أن ينبش لوحده ...
في ذاكرة النسيان .
...............................................................
جاسم ابو فياض ...لا تأريخ ..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق