إبن. وعاء. القمامة........قصة قصيرة
أحبته و كان من الظاهر أنه يحبها فقربته. من قلبها و عشقته و صار سيد جميع مفاهيم الحب التي نصبته ملكا و رأته رجل الحب النبيل و القدير لذلك سلمته جميع المفاتيح. و صار في بطنها شيء. يتحرك دا أعظم. الدلالات السامية عن الحب فجأه انهار كل شيء و هذا الرجل ولى الدبر. و أصبح في قائمة الأشباح...
وهي تمشي و الليل قد أرخى ستاره على البسيطة و نزل ظلام كثيف و زاد من كثافته هبوط الضباب و الجو تكتنفه برودة قارسة فالفصل فصل الأمطار و الموسم موسم نزول الغيث و الرحمة التي سخرها ربنا لمخلوقاته على الأرض....
و هي تمشي في منتصف الليل و الدنيا حواليها يعمها السكون و كل الناس لجؤوا إلى مراقدهم باكرا طلبا للدفئ . كانت تلتحف رداء أسودا قاتما كأن قريبا عزيزا على قلبها قد فارق الحياة و تسعى لحضور مأتمه في هدا الوقت المتأخر من الليل....
و هي تمشي بالكاد تتبين معالم الطريق الخالية من كل حركة و تضع صبيا صغيرا حديث عهد بالولادة بين يديها و يبدوا نائما يغط في سكونه كما في برائته تدرف الدموع بسخاء كما تدرف الأم الثكلى التي فقدت وحيدها و لم تستطع شيئا أمام قضاء الله و قدره و تتعثر في مشيتها الخفيفة و تكاد أن تسقط على الأرض ربما جرح أحد أصابع رجلها لكنها لا تأبه لدلك و بالنسبة لها الجروح الأكثر الما هي جروح النفس و القلب التي اشتدت على الطبيب و الحكيم و لم يعرفا من أي مفصل سوف يأخدانها و عجزت الأيام و الأعوام على مداواتها فحتى إدا برئت و شفيت فإنها تترك ندوب عميقة في النفس و القلب معا...
و هي تمشي كانت تكلم صغيرها بصوت خافت حزين يتناغم مع دموعها فتقول ياويلتي بئس الأم كنت لك أنت البريء و أنا المجرمة و أنت الضحية و الشهود و أنا القاتلة في جنح الليل مع سبق الإصرار و الترصد لكن يا بني ليس باليد حيلة و لا أملك وسيلة و سبق السيف العدل جرمي في هدا أنني وثقت بأبيك بعدما فرش لي بما تجود به الطبيعة من أزهار وورود في أعز و أزهى فصل من فصولها و رماني بكلام هز نفسي و كياني وظننت أن الدنيا ضحكت لي و غمرتني بسعادة أبدية ليس مآلها إلى زوال ووثقت و كيف لا....؟ و أنا في بداية ربيع عمري فارغة العقل عديمة الخبرة لم أع أن للايام تقلبات و لم أكن أعرف أن الدنيا قادرة على أن تخدع بألوانها و بهاء مظهرها و لم أنتبه إلى التعيسات اللواتي سبقنني فخدعن وهن الآن مرميات كما ترمى أعقاب السجائر على قارعة الطريق لقد وعدني أبوك الوغد بالزواج و خططنا لمسار حياتنا و مستقبلنا معا و كان لابد أن أثق فوثقت وكان لابد أن أخدع فخدعت و اليوم هو ينعم بالسعادة التي صنعتها له عائلته بعد أن تم إبعادي عنه و أنا و أنت بين السندان و المطرقة فلا المجتمع سيرحمنا ويعطف علينا ولا القانون و العدل سينصفنا و يحمينا و بقائنا معا يا بني يحمل إلينا كل مصائب الدنيا و أفاتها و يد الغدر ستمتد نحونا ثانية و ثالثة و رابعة فكان لابد أن نفترق فافترقنا و على القدر ان يلعب لعبته من جديد معك لعل و عسى يقود إليك قلبين محسنين ربما سيعطفان عليك أكثر منا و يعتنيان بك أفضل منا و ربما أستطيع لملمة جراحي و ترتيب أوراقي كي ألتقيك من يدري قد تدركنا رحمة الله من علياء السماء...
و هي تمشي إنتبهت إلى نفسها و نظرت حواليها فعلمت أنها وصلت إلى المكان حيث خططت لفعل فعلتها جلست بجانب شجرة كانت على مقربة من المزبلة و هي ترضع وحيدها و تشبعه قبلا و تنزل دموعها بغزارة عليه تودعه بدلك الوداع الاخير بعد لحظات اختارت بقعة نقية وضعت فيها رضيعها بعدما هيأت له فراشه و دثرته بدثار سميك و ابتعدت عنه غير بعيد في مكان يحجبها عن الاعين لتنتظر فيه و ترى ما سيكون مصيره و قلبها يخفق و يهتز من مكانه كانت نفسها على المحك و بدأت الأفكار تتضارب في رأسها و مواقفها و نظرتها للأمور تتباين و بدأ قلب الأم يعود أدراجه و يحسب خطاه الى موقعه في هده الأثناء بدا الإبن بالبكاء فحسمت أمرها و لعنت أبوه ومجتمعها وقررت مواجهة قدرها وخطت بكل شجاعة الدنيا خطوتها الصائبة نحو فلدة كبدها فجأة ظهر شيخ يجر عربة فسمع بكاء الطفل و اتجه إلى مكانه وهزه إليه بكلتا يديه حاضنا إياه ثم تفحص المكان ليتأكد من خلوه و قرر الرجوع ليبشر زوجته العاقر بنعمة ربه فتبعته خلسة و هي تحفظ من ورائه معالم الطريق و أخدت علامات عن بيته المتواضع ربما تحن الأيام و تجود عليها بلقائه أو تدركها رحمة الله من السماء فتكرمها بنظرات مسروقة لابنها و لو عن كثب ....ا
و أما أبو غابة فهو في غفلة عن كل هدا يقضي شهر عسله و لا من ياتينا بخبره....
الذكتور ندير محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق